كانت هناك فتاة جميلة جدا مرت السنوات
و لم تتزوج لم يكن ذلك لقلة فرص الزواج فقد كان خطابها كثر و الراغبين فيها أكثر و
أكثر و لكن كان ذلك لأنها ترفض كل من تقدم لها ترفض كل من جاء لخطبتها فبعد أن يدعوها
والدها لتقديم القهوة .
و حينما يخرج الخاطب
تخبره برفضها فحار والدها في أمرها و لكن لحبه لها لم يكن يرد أن يضايقها بكلام يجرحها
و إن كان يحّز في نفسه أن يراها ترفض العرسان يوما تلو الآخر و العمر يتسلل من بين
أصابعها
و يوما ما جاءها
خاطب جديد ليس له مثل ما كان للأولين من أموال و لا من حسن و جمال و لكنها بعد أن قدمت
إليه القهوة خرجت لتخبر والدها أن هذا هو من ترضاه زوجا و تريده رفيقا .
هذه المرة لم يستطع
والدها كتم اندهاشه فسألها : يا ابنتي هل لك أن تخبريني ما وجدت في هذا الرجل لم تجده
في غيره و قد جاءك من هو أكثر جاها و ارفع شانا فرفضتِ ؟
فأجابت الفتاة
التي حباها الله بجمال في الشكل و لم يبخل عليها بنور في الفكر قالت : يا أبتي كنت
حينما تطلب مني تقديم القهوة ليراني الخاطب أقدمها مّرة بدون سكر معها فتكون عين الخاطب
علي و ينبهر بجمالي و حينما يتذوق القهوة يمتعض و ينسى وجودي و حينما يبدأ الحديث يتحدث
عن مال و جاه و شأن له بين الناس .
أما هذا الرجل
الذي لم تعرف قيمته و عرفتها أنا
شرب القهوة و مع مرّها ابتسم لي فأحسست أنه فهم المغزى من شرب قهوتي و فهم أنني أريد من يشاطرني ألمي قبل فرحي و حزني قبل سعادتي
فهم أن المودة و الرحمة بين اثنين تكبر مع مر الحياة قبل حلوها .
شرب القهوة و مع مرّها ابتسم لي فأحسست أنه فهم المغزى من شرب قهوتي و فهم أنني أريد من يشاطرني ألمي قبل فرحي و حزني قبل سعادتي
فهم أن المودة و الرحمة بين اثنين تكبر مع مر الحياة قبل حلوها .
و لا تتلاشى إن
اعترضتها عقبات في الطريق
قبل بجمالي و رزانتي و بمّر قهوتي فقبل أن نكون معا على الحلوة
و المرة و هذا ما لم يفهمه الآخرون فنطق والدها قائلا : بارك الله فيك و زادك علما
و نورا .

يارية كل البناة مثلها
ردحذفmmm
ردحذف